بين الكفاءات والقدرات
إذا كانت الكفاءات يمكن اقتراحها كأهداف بعيدة المدى لمخطط تعليمي أو تكويني فإنها لا بد أن تنحل إلى قدرات Capacité ، وهي أهداف قريبة أو متوسطة المدى، تقترب في مستوى عمومياتها من الأهداف الصنافية.
إن
الكفاءات تعني نتائج التعلم المعقدة والتي تبدو مثل حصيلة المكتسبات
السابقة والتي تمكن من السيطرة على فئة من الوضعيات، وهي تكون للاستعمال
المدرسي أم لغيره وتصلح لصياغة المرامي البعيدة التي يمكن من خلالها بناء
مخطط تربوي. في حين أن القدرات وعلى المستوى البيداغوجي، هي مراقي افتراضيةCatégories hypothétiques ،
تسمح في البداية بتحديد المحاور التي سيعمل المدرسون والمكونون حولها، على
تنظيم تدريس وتدريب ممنهج لنفس الأشخاص خلال فترة معينة. إن القدرات مراقي
للتواصل تسهل وضع أنشطة بيداغوجية منسجمة ومتوافقة وتحديد آثارها في مسار
معين. ويمكن تحديد القدرات بالاعتماد على مجالات التعليم والتكوين الثلاثة
والتي تمحورت حولها معظم صنافات الأهداف، وهي:
- المجال المعرفي
- المجال الوجداني
- المجال الحسي-الحركي
ويبقى
في جميع الأحوال مفهوم الكفاية أعم وأشمل، بحيث تتضمن الكفاءة الواحدة
وبشكل تفاعلي ولولبي عددا من القدرات المعرفية والوجدانية والحسية الحركية
والتي تتألف داخليا لتشكل وحدة غير مرئية تعمل داخل الإنسان وبإرادته
وتمكنه من إنجاز مهام وحل إشكالات في وضعيات مختلفة.
لكن
الكفاءات والقدرات معا تستجيب في نفس الوقت للطلب الاجتماعي والمهني كنا
تستند أيضا للحديث عن تصور للإنسان والمجتمع المنشود، على سلم من القيم
والأخلاق.
إن
غايات التربية والتي تتبلور في إطارها مواصفات التربية والتكوين هي التي
تحدد كذلك واستجابة للطلب الاجتماعي وتحت تأثير الأخلاق، الكفايات والقدرات
المرغوبة .
منقــــول للفائدة