برقيّة من بريد الهدهد
شعر : علاء الدين حرير
***************
(لا تعلّق...
كن حضاريّا أنيقا...
إلزم الصّمت وصفّق...
لا تعلّق)
للسعيد حرير
في كتابه همسات قبيْل الشروق
أبدو كطير في السما يتألــــّق
والصّيف صيف شمسنا تتــعرّق
مدّ الجناح وللجنـــــاح بقيّة
أخفيتها أخشى النسور تحــلق
ورسائلي صرت الوئيد بضلعـها
تيه، ترحال وغرب ،مشـــرق
حطّت لتشرب ما استطعت أردّها
لكن هنا هل ماؤنا يتدفّــــق
حطّت لترسل نورسات شقيقـها
فصمود روحي حينما تتعلـــق
عذب عذاب أننا بعــــروبة
ذهبت ليبقى اسمها يتحقــــق
حينا وننسى للقديم فــــصيلة
قزح بألوان الجفاف يشقــــق
لكن سماء الجمر رعد الــكون
عطر حبيبة من فيحــها أتمزق
واساقطت كلّ الـخريفات انزوت
غصني أما حان المخاض فتورق
واركن خيول الريح محض بساطة
كي لا يهيج السندس الــمتشوّق
نورا يسافر بالألوان يسكرهــا
ولقد ترى عين البصير تدقّــق
والعين تخشع بأستمرار لهفتـها
فرمى الرماة رموشها مذ تشرق
أسطورة ورقيّة أرسلتــــها
تنساب في جيل فجيلا تعشــق
يا قربها أين المسافـــة دلّني
يــا دام دندن وقعها أو يطرق
إني اتّسمت بخصلة من مكرها
أما الــطيابة إن غفت قد تسبق
دعني تعوّدت الـجواب بمفردي
سـأضيف حرفا أو أزيل فيغلق
صـعب أنا حين ادّعيْت رجولتي
والأصعب الغايات جهرا تسـرق
سبــــع أكلن سنابلي وأكلنني
والــمركب الستون أوشك يغرق
واشتمّ ريح المسك حـين رحيلهم
يعقوب أوصــى رهطه فتفرّقوا
حين استوى الجمعان قلت لأنت يو
سف ما بقى في الكون قلب يخفق
حتّى أفقت وكنت أحلم حينـــها
لحت الستار أمرت ارفع ، صفّقوا
كسف مـن الماضين يمطر خيلهم
والشعر في أصلابهم يتنطـــق
حرب البسوس السامري استنشقت
ذي قار تهتف بــالرسول وتزهق
نحن الـــذين إذا دعتهم أرضهم
قـــــالوا: قفي ميعادنا يتحرّق
والموت مقتبس اصفرار قصيدتي
وأنا اختزلـــت بقبّة لو...تنطق
هل تــكذب الأنباء حين تزورنا
فنجيء بعد غيابــــها ونصدّق