يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين في المجال التربوي، والاتصال عملية
ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق والفهم التي يتوجب على التربويين القيام
بها بهدف الوصول إلى الأهداف المنشودة للمؤسسة التربوية. والاتصال عملية
إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد اعتماداً كبيراً في حدوثها على المشاركة في
المعاني بين المرسل والمستقبل.
يعتبر التواصل مهمة أساسية للعاملين
في المجال التربوي، والاتصال عملية ضرورية وهامة لكل عمليات التوافق
والفهم التي يتوجب على التربويين القيام بها بهدف الوصول إلى الأهداف
المنشودة للمؤسسة التربوية. والاتصال عملية إجتماعية تفاعلية تقوم وتعتمد
اعتماداً كبيراً في حدوثها على المشاركة في المعاني بين المرسل والمستقبل.
والاتصال التربوي هو عملية نقل الأفكار والمعلومات التربوية من مدير
المدرسة إلى المعلمين أو بالعكس أو من مجموعة من المعلمين إلى مجموعة أخرى
أو من المدرسة إلى الإدارة التعليمية وبالعكس وذلك عن طريق الأسلوب الكتابي
أو الشفهي مما يؤدي إلى وحدة الجهود لتحقيق أهداف المدرسة من أجل تحقيق
رسالتها.
أهداف الاتصالات التربوية:
1. نقل التعليمات والتوجيهات ووجهات نظر المدير إلى المعلمين من أجل القيام بوظائفهم الأساسية.
2. إطلاع المعلمين على ما يجري في المدرسة من أنشطة مختلفة.
3. تزويد المعلمين بالأخبار المختلفة وخاصة الاجتماعية منها لدعم الروابط الإنسانية بين العاملين.
4. إكساب المستقبل خبرات جديدة ومهارات ومفاهيم جديدة تساير التغير
والتطور في العالم وزيادة التفاعل الاجتماعي بين المعلمين وتوطيد البعد
الإنساني بينهم.
5. خلق درجة من الرضى الوظيفي والانسجام والتخلص من الضغوط المختلفة.
6. تحسين سير العمل الإداري من أجل التفاعل بين العاملين وتوجيه الجهود تجاه الهدف المنشود.
7. إمداد المدير والمشرف بالمعلومات والبيانات الصحيحة مما يساعد في اتخاذ القرارات السليمة.
8. الاتصال الفعال يمكن المدير من التأثير في المرؤوسين ( العاملين) والقيام بعمله من حيث التوجيه والإشراف على أفضل وجه.
عناصر الاتصال:
1. المرسل (Source) وهو الفرد أو (الأفراد) الذي يؤثر في الآخرين بشكل
معين وهذا التأثير ينصب على معلومات أو اتجاهات أو سلوك الآخرين.
2. المستقبل (Receiver): وهو الذي يتم الاتصال به وهو صاحب الخطوة
الثانية في عملية الاتصال والذي يتلقى محاولات التأثير الصادرة عن المرسل.
3. الرسالة: وهي المعلومات أو الأفكار أو الاتجاهات التي يهدف المرسل إلي نقلها إلى المستقبل والتأثير عليه.
4. قناة الاتصال (Channel) هي الوسيلة أو الوسائل من أجل التفاعل بين المرسل والمستقبل.
5. التغذية الراجعة (Feedback) وهي الإجابة التي يرد بها المستقبل على رسالة المرسل.
مهارات التواصل:
1. الإصغاء: هو الاستماع لما يقوله الشخص الآخر وما يعني هذا القول له
والتخلي عن الإطار المرجعي للمستمع ليتسنى له تقدير السياق المتضمن في حديث
المتكلم.
2. فهم الذات: هو معرفة نموذج التواصل الذي تتبناه في التعامل مع الآخرين.
3. نقل الرسالة: هو إرسال المعنى الصحيح الذي يكمن في النتيجة المتوخاة
أي أن تصل الرسالة إلى المستقبل ويفهم مضمونها كما يقصدها المرسل.
العوامل التي تساعد على نجاح عملية الاتصال:
يتوقف نجاح عملية الاتصال على نجاح كل عناصره في أداء الدور المطلوب منهم:
عوامل تتصل بالمرسل: من أجل أن يتحقق الاتصال الناجح على المرسل:
• أن يكون محل ثقة المستقبل حتى يتفاعل معه.
• أن تكون لديه مهارات اتصال عالية، لفظية، غير لفظية، القدرة على
صياغة الرسالة المعبرة عن هدفه بوضوح والمراعية لطبيعة المستقبل.
• يحسن اختيار الوقت والزمان والوسيلة الملائمة لطبيعة المستقبل، وللرسالة وهدفها.
عوامل متصلة بالمستقبل:
• مستوى الإدارك الحسي للمستقبل.
• الإطار الدلالي (تصورات، واتجاهات) المستقبل في الاستجابة للرسالة.
• دافعية المستقبل للمعرفة.
• الظروف المحيطة بالمستقبل.
• سلوك المستقبل نتيجة لفهمه مضمون الرسالة.
عوامل متصلة بالرسالة: عند إعداد الرسالة يجب مراعاة ما يلي:-
• أن يتناسب موضوع الرسالة مع المستقبل من حيث اهتمامه ودرجة استيعابه ومستوى إداركه وتلبية إحتياجاته.
• حسن صياغتها ومضمونها من حيث التشويق والإثارة التي يخاطب إدراك المستقبل ويؤدي إلى تفاعله مع الرسالة.
عوامل تتعلق بوسائل الاتصال:
يجب أن يتوافر عند المرسل عدة وسائل للإتصال (الرمز، الشكل، اللغة
المنطوقة، اللغة المكتوبة، رسائل غير لفظية ..الخ) والتي تتناسب مع الهدف
من الاتصال وصياغة الرسالة حسب طبيعة المستقبل وميوله وخصائصه.
أنواع الاتصالات: وهناك نوعان من الاتصالات:
الاتصالات الرسمية: وهي التي تتم حسب اللوائح والقنوات الرسمية التي
يحددها الهيكل التنظيمي للمؤسسات التعليمية، وتقسم الاتصالات الرسمية إلى
ثلاثة أنواع أساسية.
• الاتصال من أعلى إلى أسفل: (Top- Down) وهنا تصدر المعلومات والأفكار
والمقترحات والأوامر والتعليمات من المدير إلى المعلمين ويهدف هذا النوع
توضيح أهداف العملية التربوية للمعلمين وتوجيه سلوكهم وتنفيذ الخطط
والبرامج المعدة، وهو أكثر أنواع الاتصال انتشاراً.
• الاتصال من أسفل إلى أعلى "Bottom-up": ويتضمن هذا النوع من الاتصال
رد المعلمين على المديرين وكذلك مقترحاتهم ووجهة نظرهم حول موضوعات مختلفة،
وهذا النوع من الاتصال قليل الانتشار لأن هناك مركزية في النظام الإداري
المتبع.
• إتصالات أفقية أو مستعرضة(Horizontal Communication) ومثال على ذلك
الاتصالات التي تتم بين معلمي المادة الواحدة ، أو مديري المدارس في منطقة
معينة بهدف تنسيق لجهود فيما بينهم.
الاتصالات غير الرسمية: ويقوم هذا الاتصال على أساس العلاقات الشخصية
والإجتماعية، ومن أمثلة هذا الاتصال ما يدور بين زملاء العمل من أحاديث حول
موضوعات تستحوذ على تفكيرهم.
العوامل التي تعيق الاتصال:
• لغة الرسالة غير معبرة عن مضمونها واستخدام صياغة معقدة ، أو كلمات ذات معنى غير محدد.
• تفسير كل من المرسل والمستقبل الرسالة بصورة مختلفة.
• سوء العلاقة بين المرسل والمستقبل وعدم توفر الثقة بينهما.
• عدم اختيار الوقت والمكان المناسبين لإرسال الرسالة.
• تلقي المستقبل العديد من الرسائل مما يدفعه إلى الاهتمام ببعضها وإهمال الآخر.
• استعمال المرسل قناة اتصال غير ملائمة لطبيعة وهدف الرسالة.
• المعوقات الاجتماعية والثقافية واختلاف العادات والتقاليد والقيم والمعايير والتي تحد من التأثير الإيجابي لعملية الاتصال.
• التعصب لموقف أو رأي أو وجهة نظر معينة.
• وجود فروق فردية بين المعلمين في القدرات والمستوى الوظيفي والاجتماعي والتعليمي.
• اتجاهات بعض المديرين السلبية غير المرغوبة تجاه فئة من المعلمين مما يعيق اتصال جيد بينه وبينهم.
أدوات الاتصال التربوي:
هناك قنوات كثيرة في مجال الإدارة التعليمية والتي تستخدم لنقل الأوامر،
والتعليمات، والأفكار والاتجاهات والمعلومات والخبرات والمقترحات. ومن أهم
أدوات الاتصال التربوي شيوعاً ما يلي:
الأوامر الشفهية والمكتوبة:
يقوم المدير بإعطاء العاملين بعض الأوامر الشفهية في الأمور ذات الأهمية
المحدودة أما في الأمور والمسائل المهمة فإن التعليمات تكون مكتوبة حتى لا
يتعلل بعض العاملين بعدم الإخطار وهنا يطلب من العاملين التوقيع بالعلم.
النشرات:
وهي أكثر أدوات الاتصال شيوعاً في مدارسنا ويجب أن تكون صياغتها دقيقة ،
وواضحة، ومفهومة حتى يصبح المعلمون ملتزمين بما جاء فيها ويطلب منهم
التوقيع عليها.
المذكرات والتقارير:
المذكرة هي عرض لموضوع أو مشكلة معينة يقدمها المعلمون إلى المدير من أجل
إبداء الرأي في موقف معين. أما التقارير فهي تتضمن حقائق عن موضوع معين
معروضاً عرضاً تحليلياً. وهي تكون إما شهرية أو سنوية، و يجب أن تكون منظمة
وتلتزم بالثقة والموضوعية في ألفاظها، وتقتصر على المعلومات والبيانات
الضرورية، وتتسم بالوضوح والبساطة في التعبير مع مراعاة الأمانة وعرض
الحقائق السلبية والإيجابية منها، وعدم التحيز. ومثال على ذلك المذكرات
التي يقدمها الموجهون إلى المعلمين وتقارير المعلمين عن أحوال التلاميذ
وتقارير المدير الدورية عن الحالة التعليمية في المدرسة.
الاجتماعات المدرسية:
وهي من وسائل الاتصال الضرورية التي لا يستغني عنها مديرو المدارس حيث تكون
الفرصة متاحة لتبادل وجهات النظر بين المدير والمعلمين وهنا يشعر المعلمون
بقرب الإدارة منهم وهذا يشجعهم على العمل الجاد ويعمل على نجاح العملية
التعليمية وحتى تكون الاجتماعات كذلك يجب أن:
يحدد جدول الأعمال مسبقاً ويشارك في الإعداد كل الأعضاء المشاركين في الإجتماع.
تناول الاجتماع موضوعات تهم الأعضاء المشاركين.
إتاحة الفرصة لتناول وجهات النظر بين قائد الاجتماع والأعضاء.
أن يسود الاجتماع جو من الألفة والاحترام المتبادل وحسن الاستماع أثناء المناقشة.
الباب المفتوح للمدير:
إن سياسة الباب المفتوح تساعد المدير على أن يتعرف على ما يجري في المدرسة
بصورة واقعية وكذلك التعرف على القضايا والمشكلات التي يعاني منها المعلمون
من أجل العمل على حلها.
الإذاعة المدرسية:
تعتبر الإذاعة المدرسية من أدوات الاتصال التربوي السهل والسريع في توصيل
الأخبار والمعلومات والآراء والتوجيهات للعاملين في المدرسة، وهي وسيلة
اتصال يمكن لمدير المدرسة أن يوظفها للاتصال بالعاملين لتبليغهم الأمور
الهامة في وقت واحد.
لوحة الإعلانات:
إن العديد من المدراس تستخدم لوحة إعلانات لتوصيل المعلومات والبيانات
والتعليمات إلى العاملين بها. ويجب أن توضع لوحة الإعلانات في مكان بارز
للجميع وتكون أخبارها متجددة. ويجب أخذ موافقة المدير قبل نشر أي إعلان على
هذه اللوحة.
مجلة المدرسة:
وهي مجلة تصدرها بعض المدارس في نهاية كل عام وتحتوي على أخبار المدرسة
والمعلمين ونشاط الطلاب ويشارك فيها مدير المدرسة والمعلمون وبعض الطلاب
مما يرفع من روحهم المعنوية ويجعلهم يشعرون بأنهم أسرة واحدة تنمي لديهم
شعور الانتماء والاعتزاز نحو المدرسة والفخر بها، ومن بين من يوزع عليهم
هذه المجلة أعضاء المجتمع المحلي.
وفي الختام فإن هناك واقع اتصال معمول به في مدارسنا، فكيف يمكن تطوير
وتنشيط هذا الواقع؟ لابد من العمل على تطوير وتنشيط الاتصالات بكافة صورها
وأشكالها والتي تمارس في مؤسساتنا التربوية من خلال:-
وضع خطة محددة حتى يتعرف كل فرد على دوره في تحقيق اتصال جيد بعد أن يتم تحديد الوسائل والقنوات المستخدمة في الاتصال.
زيادة فهم العاملين لأهمية الاتصال وعناصره المختلفة وذلك عن طريق الدورات التدريبية للمعلمين.
ولأجل إجراء اتصال فعال يجب تطوير مهارات الاتصال عند المعلمين مثل
مهارة التحدث، ومهارات الاستماع والاتصالات ومهارة التفكير...الخ.
بناء وتدعيم الروابط الإنسانية والثقة بين القيادة التربوية والمعلمين من أجل تيسير الاتصالات واستثمار الوقت.
تدعيم شبكة الاتصال بالشفافية فيما يتعلق بالحقائق والمعلومات التي
تشبع بعض حاجات المعلمين إلى المعلومات فيما يتعلق بأمور تهمهم مثل
الترقيات، التنقلات ...الخ.
مسايرة الانفجار الهائل في وسائل الاتصالات والعمل علي توفير واستخدام البريد الالكتروني.
إن لمن الضروري من وقت إلى آخر تقويم نتائج الاتصال في المؤسسة
التربوية للتأكد من أن الاتصال حقق أهدافه في توصيل المعلومات والخبرات
والاتجاهات والمقترحات وذلك من أجل تحقيق أهدافه العملية والتربوية
والتعليمية.
د. محمد يوسف أبو ملوح
-----------------------------
المراجع:
*أحمد, حافظ، حافظ، محمد (2003) إدارة المؤسسات التربوية . عالم الكتب – القاهرة – جمهورية مصر العربية.
*نصر الله ، أحمد (2001) ميبدئ الاتصال التربوي والانساني ، دار وائل للنشر والتوزيع – عمان – الأردن
شبكة التربية الإسلامية الشاملة للأستاذ
نقل عن موقع تربوي