مقدمة:
تعتبر صعوبات التعلم النمائية الذاتية احد العوامل التي تفسر انخفاض مستوى التحصيل الأكاديمي،حيث تتضمن اضطرابات في فاعلية الذاكرة والانتباه،والإدراك،والتفكير،واللغة،والتي تؤدي إلى صعوبات تعوق التقدم الأكاديمي نتيجة لعمليات نفسية أو عصبية داخلية،أو مجموعة من الاضطرابات التي تظهر في شكل صعوبات دالة في اكتساب مهارات القراءة والحساب والتهجي والكتابة.ومن ثم يظهر نوعان من صعوبات التعلم،
الأول:
يتضمن صعوبات الذاكرة والانتباه والتفكير والإدراك واللغة، ويطلق عليه صعوبات التعلم النمائية،ويتضمن النوع الثاني صعوبات القراءة والكتابة والحساب والتهجي ويطلق عليه صعوبات التعلم الأكاديمية .
وبالتالي توجد علاقة متبادلة بين كل من صعوبات التعلم النمائية وصعوبات التعلم الأكاديمية،فالاضطرابات التي تحدث في الانتباه أو الذاكرة أو الإدراك،سواء السمعي أو البصري،لها الدور الرئيسي في ظهور العديد من صعوبات التعلم في النواحي الأكاديمية.
وهذا ما تبرزه معظم تعريفات صعوبات التعلم عندما أشارت إلى أن صعوبات التعلم مصطلح يشير إلى الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات النفسية الأساسية يظهر بوضوح في شكل قدرة غير مكتملة على الاستماع أو الكلام أو القراءة أو الكتابة أو التهجي أو إجراء العمليات الرياضية .
ويقصد بالعمليات النفسية الأساسية،تلك العوامل المسئولة عن التعلم،والتي تتضمن،الانتباه والإدراك والذاكرة والاستقبال والتعبير والتفكير والعوامل الإدراكية الحركية .
وفيما يلي أنواع صعوبات التعلم حسب الغالبية العظمى من العلماء:<blockquote>
1 . صعوبات التعلم النمائية .
2 . صعوبات التعلم الأكاديمية .
هذه الصعوبات تتعلق بالوظائف الدماغية،وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في أداء المهام الأكاديمية،كالانتباه والإدراك الحسي،الذاكرة،اللغة،التفكير ..الخ.فحتى يتعلم الطفل مثلا كتابة اسمه لابد له أن يطور كثيرا من العمليات،أو المهارات الضرورية في الإدراك،والتناسب الحركي،وتناسق حركات العين واليد ،والتتابع،والذاكرة البصرية وغيرها .وحتى يتعلم الطفل أيضا الكتابة،فلابد له أن يطور تمييزا بصريا وسمعيا مناسبا،وذاكرة سمعية وبصرية،ولغة مناسبة وغيرها من العمليات،،ولحسن الحظ فان هذه العمليات أو المهارات تتطور بدرجة كافية لدى معظم الأطفال لتمكنهم من تعلم الموضوعات الأكاديمية،أما حين تضطرب هذه الوظائف بدرجة كبيرة وواضحة ويعجز الطفل عن تعويضها من خلال وظائف أخرى،فحينئذ تكون لديه صعوبة واضحة في تعلم الكتابة أو التهجي أو إجراء العمليات الحسابية،أو العجز في تركيب وجمع الأصوات كان لاستطيع جمع أصوات منفصلة ومجزأ في كلمة واحدة،كان لا يستطيع مثلا جمع(ج،ل،س) ليكون كلمة جلس.
ويرى بعض العلماء أن الصعوبات النمائية ترجع إلى اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي،وان هذه الصعوبات النمائية توجد في ثلاثة مجالات أساسية وهي :<blockquote>
- النمو اللغوي.
- النمو المعرفي.
- نمو المهارات البصرية الحركية .</blockquote>
وقد يظهر الأطفال في سن ما قبل المدرسة ممن لديهم صعوبات تعلم تباينا في النمو بين هذه المجالات الثلاثة،فعلى سبيل المثال قد يتأخر الطفل في النمو اللغوي ولكن أداءه ينمو بشكل عادي في المجالات المعرفية والمهارات البصرية الحركية ،وكذالك قد نجد لدى احد الأطفال تباعدا في احد هذه المجالات الثلاثة.فالطفل الذي يعاني من تأخر في النمو اللغوي على سبيل المثال،قد يفهم كثيرا مما يقال له أو يستمع إليه،ولكن قد تواجهه مشكلة في التعبير عما يريد باستخدام اللغة الشفهية، وفي المجالات المعرفية قد يعاني الطفل مثل من صعوبة في تذكر ما يسمع،ولكنه في نفس الوقت يتمتع بذاكرة بصرية ممتازة لما يشاهده.
وعليه فان احد المؤشرات الأساسية للتدليل على وجود صعوبات نمائية هو الكشف عن التباين في أداء الطفل ،سواء كان التباين فيما بين المجالات اللغوية والمعرفية،والبصرية الحركية أو داخل كل مجالا على حدة.
ولأهمية النواحي النمائية في فهم صعوبات التعلم،فقد وضعت نظريات عديدة لتفسير وفهم النواحي الإدراكية والحركية لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم، وذلك ضمن نظريات التعلم،فهناك على سبيل المثال نظرية الإدراك البصري،ونظرية التكامل الإدراكي،ونظرية الإدراك الاجتماعي والنظرية الحركية .
1 . 1 : الإدراك البصري الحركي:
وترى نظرية" جتمان" (البصرية- الحركية)أن الطفل يكتسب المهارات الحركية الإدراكية في مراحل متتابعة ومتطورة،وان كل مرحلة تعتمد على المرحلة التي تسبقها وهذه المراحل هي :<blockquote>
- نمو جهاز الاستجابة الأول .
- نمو جهاز الحركة العامة .
- نمو جهاز الحركة الخاصة .
- نمو الجهاز الحركي – البصري .
- نمو الجهاز الحركي – الصوتي .
- الذاكرة السمعية والبصرية والحركية.
- الإبصار والإدراك.
- الإدراك الفردي للمفاهيم المجردة والتمييز والنمو العقلي .</blockquote>
- ومن النظريات التي اهتمت بالإدراك الحركي نجد نظرية – كيفارت – فهو يرى أن الطفل يبدأ بتعلم ما في العالم من حوله من خلال الحركة،أي أن بداية المواجهة بين الطفل وبيئته تكون من خلال بعض الأنشطة الحركية،وهذا السلوك الحركي يعد متطلبا قبليا للتعلم فيما بعد،فالطفل أثناء نموه الطبيعي يكتسب أشكالا متنوعة من الحركة،يمكنه أن يطور من خلالها تعميمات حركية،وبناء على هذه التعميمات الحركية يبني الطفل تركيبا إدراكيا معرفيا .
وقد حدد "كيفارت" أربعة تعميمات حركية يمكن أن تساعد الكفل على النجاح المدرسي هي<blockquote>
- المحافظة على ثبات جسمه واتزانه.
- التعميمات الحركية مثل :القبض على الأجسام وتركها للتعرف على خصائصها،بالإضافة إلى تطوير المهارات الإدراكية .
- الانتقال الحركي : مثل الزحف- المشي – الركض – القفز- قصد استكشاف بيئته ومحيطه،وتمييز العلاقة بين الأشياء في هذا المحيط .
- القوة الدافعة : وتشتمل على حركات الاستقبال،والدفع للأشياء الموجودة في محيط الطفل،كالإمساك بهذه الأشياء،ودفعها، وسحبها،والرمي والضرب .</blockquote>
ويرى "كيفارت "وهو يعلق على النظرية الإدراكية – الحركية: أن التدرج الهرمي للتعميمات الحركية السابقة يعد بالغ الأهمية، فالأطفال العاديون يستطيعون تنمية عالم من الخبرات الإدراكية – الحركية الثابتة وتطويره في سن السادسة،أما الأطفال الذين يواجهون صعوبات خاصة في التعلم فيكون عالم الخبرات الإدراكية- الحركية عندهم غير ثابت،وبالتالي لا يوجد ساس ثابت للحقائق المتعلقة بالعالم من حولهم ،وهم بذالك غير منتظمين حركيا آو إدراكيا أو معرفيا،وبما أن الأطفال لا يستطيعون فحص كل ما يحيط بهم واستكشافه عن طريق الحركة فإنهم يتعلمون فحص بعض الأشياء واستكشافها بطريقة إدراكية تكون أكثر قيمة وذات معنى أفضل وواضح عند ربطها بمعلومات حركية تعلمها الطفل في السابق،وحققت تناسقا فيما بينها ، وهذا ما أطلق عليه "كيفارت"بالتطابق الإدراكي – الحركي -،ولكن الطفل الذي يعاني من صعوبات خاصة في التعلم لا يحقق التطابق الإدراكي – الحركي بشكل ملائم،وبالتالي فانه يعيش في عالمين منفصلين،عالم الإدراك،وعالم الحركة،فهولا يثق بالمعلومات التي يحصل عليها، ولا تكتسب هذه المعلومات صفة الثبات لديه،فهو يحاول دائما أن يلمس الأشياء للمعرفة والتأكد مما يراه،وهو لا يستطيع تطوير إدراك الشكل والوزن .
ومن الجدير بالملاحظة أن الصعوبة النمائية الرئيسية الواحدة تتضمن العديد من الصعوبات النمائية الفرعية،ولذلك يعد تشخيص وتحليل الصعوبة النمائية من الأمور التي تشكل تعقيدا علميا وجهدا تشخيصيا كبيرا للتوصل إليها والتعرف عليها،أضف إلى ذلك التداخل الحاصل بين الصعوبة النمائية والصعوبة النمائية الأخرى،وكذلك تداخلها مع الصعوبات الأكاديمية .
فحسب النظرية الإدراكية في تفسير الصعوبة وتشخيصها يمكن مثلا تصنيف صعوبات الإدراك إلى تصنيفات رئيسة منها :
1 . 1 . 1 : التداخل في أنظمة الإدراك :
أي يحدث تداخل بين المعلومات الواردة عن طريق الحواس المختلفة .
1 . 1 .2 : الإدراك الكلي والجزئي:
فبعض الأطفال يدرك بالطريقة الكلية، وبعضهم يدرك بالطريقة الجزئية، مع أن المطلوب هو أن يدرك معتمدا على كليهما.
1 . 1 . 3 : الإدراك البصري :
كأن توجد لدى الطفل صعوبة في التميز البصري للرسومات،والصور،والفرق بين مثيرين من ناحية الحجم، أو الشكل،أو العمق،أو المسافة .
فالطفل في بعض الأحيان يصعب عليه ترجمة ما يراه، وقد لا يستطيع تقدير المسافة والزمن اللازمين لعبور الشارع بطريقة آمنة ،قبل أن تصدمه السيارة، وقد يرى الأشياء بصورة مزدوجة ومشوشة.
وقد نال مجال الإدراك البصري لدى الأطفال ذوي صعوبات التعلم اهتماما كبيرا، إذ أول دراسة لدى الأطفال غير القادرين على التعلم عامة والأطفال ذوي صعوبات التعلم خاصة هو صعوبة الإدراك البصري.حتى قيل في المراحل المبكرة لدراسة مجال الإدراك،بان الأطفال ذوي صعوبات تعلم هم أطفال ذوو مشكلا ت إدراكية .
1 . 2 : الإدراك السمعي:
كثير ما يلاحظ معلمو رياض الأطفال، والمدارس الابتدائية وجود العديد من الأطفال داخل الفصل الدراسي، يبدون وكأنهم لا يسمعون جيدا مع أن حاسة السمع لديهم سليمة.
ولقد أبدى العديد من المدرسين والمربين حيرة شديدة مما يرون، وصعوبة بالغة في كيفية التعامل مع هذه الفئة من الأطفال، وهم يقومون بتعليمهم وتربيتهم، هؤلاء هم فئة من الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم.فهم يعانون من مشكلات في فهم ما يسمعونه واستيعابه، وبالتالي استجابتهم قد تتأخر،أو قد تحدث بطريقة لا تتناسب مع موضوع الحديث.
هؤلاء الأطفال قد تجدهم ل يميزون سمعيا بين الأصوات وخاصة المتشابهة منها، مثل:
( ت-ط) ( د-ذ) (س-ص ) ..الخ كما تجدهم يظهرون اضطرابا في التفريق بين الكلمات المتشابهة مثل: (سماء – مساء ) صباح – مصباح ).
ولقد توصلت العديد من الدراسات إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم، يعانون من ضعف في التمييز السمعي للأصوات،وتبلغ نسبة من يعانون من عيوب في هذا الجانب من ( 20- 80. ٪) وغالبا ما يتسمون بضعف الإنصات والإصغاء، فهم مستمعون غير جيدين، كما انك غالبا ما تجدهم يعانون صعوبة في التركيز على ما يقرؤون عندما يتحدث بجوارهم احد الأشخاص .
1 . 3 : الإدراك الحركي والتآزر العام:
فالتلميذ غالبا ما يصطدم بالأشياء ويتعثر،كما يعاني من صعوبات في المشي أو الجري أو ركوب الدراجة،وقد يخلط بين اتجاه اليمين واتجاه اليسار..
1 . 4 : الإدراك الاجتماعي:
لا يزال هذا الجانب محل بحث ودراسة من العلماء ، إلا أن بعض الملاحظات في هذا الجانب تشير إلى أن الأطفال ذوي صعوبات التعلم لا يحظون بقبول جيد من أقرانهم العاديين،كما انه يشار اليم عادة بأنهم اقل ضبطا من الناحية الاجتماعية مقارنة بأقرانهم من العاديين .
كما وضحت العديد من الدراسات أن هؤلاء الأطفال عادة ما يتسمون بمستوى قلق مرتفع،ويزداد هذا القلق لدى البنات ذوات صعوبات التعلم .
وتتضح صعوبات الإدراك الاجتماعي من خلال المظاهر آلاتية .<blockquote>
- السلوك التلقائي الاندفاعي.
- السلوك الاجتماعي الفوضوي.
- السلوك الاجتماعي غير الملائم .</blockquote>
وفيما يلي بعض الأمثلة لحالات صعوبات التعلم، مأخوذة من بعض عيادات التعلم العلاجي .
الحالة الأولى:
(س) طفلة عمرها (4) سنوات وضعت خطأ في فصول المتخلفين عقليا، وبعد التشخيص تبين بأنه يوجد لديها صعوبات تعلم نمائية،حيث انه عندما تم قياس ذكائها حصلت على (50) نقطة.
ولتقييم أداء الطفلة فقد تم تطبيق اختبارات (ITPA) الذي يتضمن قدرات نمائية مختلفة،وقد تم الاقتصار على تطبيق (5) اختبارات إدراكية من هذه البطارية،وهي الاختبارات التي تركز على العوامل البصرية-الحركية، والاستقبال البصري،والترابط البصري،والتعبير الحركي،والإغلاق البصري،والذاكرة البصرية .
وقد تم تطبيق اختبارات نوعية أخرى، تهدف إلى تقويم اللغة ( الاستقبال السمعي، والترابط السمعي، والتعبير اللفظي، والذاكرة السمعية، والإغلاق).
نتيجة التقييم:
اتضح من التقييم أن الطفلة قد حصلت على تقديرات في اختبارات الجانب الأول،تشير إلى عمر خمس أو ست سنوات، في حين أن أداءها في اختبارات الجانب الثاني تشير إلى عمر سنة وهو ما يشير إلى تباين في النواحي النمائية
الحالة الثانية:
اسم الحالة: ( ص )
العمر الزمني: 9سنوات
الجنس: ذكر
الصف: الرابع
الحالة: لم يتعلم القراءة
التشخيص المبدئي: تخلف عقلي أو إعاقة سمعية أو قصور بصري.
الفحص: بعد فحص الطفل تبين أن له نسبة ذكاء تجعل عمره العقلي (10) سنوات، لا يوجد لديه تخلف عقلي،ولا إعاقة سمعية أو إعاقة بصرية، تحصيله في الحساب يعادل تحصيل طفل في الصف الرابع،ومستوى أدائه في القراءة اقل من الصف الأول .
التشخيص النهائي: تباين واضح بين ذكائه وقدراته اللغوية، وكذلك وجود تباين واضح بين أدائه في الحساب وقدرته على القراءة.
السؤال التشخيصي:
ما هي القدرة أو قدرات التعلم النمائية التي يعاني من تأخر فيها؟ أو ما هي المهارات التي تمثل المتطلبات السابقة لتعلم القراءة والتي لم تتم ولم تعمل بدرجة منا سبة ؟
ما الذي منع الطفل من تعلم القراءة باستخدام طرق التعلم المستخدمة مع العاديين ؟
نتيجة التقييم:
بعد تطبيق الاختبارات التي تجيب عما تقدم،فقد اتضح أن هناك عجزا في قدرتين من القدرات النمائية:
الأولى:
وهي العجز في توليف (تركيب )الأصوات
الثانية:
وهي قصور الذاكرة البصرية، إذ لم يتمكن من إعادة العديد من الكلمات التي عرضت عليه بصريا.
Academic learning Disabilities
يشير مصطلح صعوبات التعلم الأكاديمية إلى الاضطراب الواضح في تعلم القراءة، أو التهجي أو الحساب،أو ثبات العمر ألتحصيلي لهذه المهارات.ويمكن ملاحظة هذه الصعوبات لدى التلاميذ أثناء الدراسة .
ونظرا لأهمية القراءة والكتابة والحساب كأدوات أساسية في تحصيل المعرفة، نعرض صعوبات التعلم في كل منها كما يأتي:
صعوبات القراءة:
يشكل الأطفال ذوي صعوبات القراءة نسبة كبيرة من الحالات الشائعة بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم.ولما كان قدر كبير من التعلم المدرسي يعتمد على القدرة على القراءة،فان الصعوبات في هذا المجال يمكن أن تكون ذات اثر مدمر وهدام على شخصية الطفل،وهذا الأثر يظهر في عدم تمكن الطفل من التقدم الأكاديمي ومسايرة أقرانه،الأمر الذي يترتب عليه شعوره بالفشل المتكرر الذي يؤدي به في نهاية الأمر إلى التسرب أو البحث عن أساليب سلوكية تعويضية غير سوية .
وقد أثبتت كثير من البحوث إلى أن صعوبات التعلم في أي مجال أكاديمي تكون مصحوبة في معظم الحالات بصعوبات القراءة والكتابة، وخاصة في المرحلة الابتدائية، وبالتالي فان المدخل الصحيح لفهم صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية، هو دراسة صعوبات القراءة والكتابة.
وغالبا ما يستخدم مصطلح "عسر القراءة"أو " الديسلكسيا" Dyslexia عند مناقشة صعوبات القراءة،وهو يشير إلى احد المظاهر الأساسية في مجال مشكلات القراءة إلا أن مصطلح " عسر القراءة" لا ينطبق على جميع الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة بوجه عام،فهو اعم واشمل من مصطلح صعوبات القراءة عند ذوي صعوبات التعلم الذي يستبعد حالات عسر القراءة التي ترجع إلى الإعاقة العقلية أو الإعاقة الحسية،أو الاضطراب الانفعالي أو الحرمان البيئي أو الاقتصادي أو الثقافي ،كما جاء في تعريف صعوبات التعلم .
عوامل صعوبات القراءة:
ولقد حدد كيرك، وكليبهان ،ولير نر العوامل الممكنة المرتبطة بصعوبات القراءة بصفة عامة في ثلاث محاور هي :
العوامل الفيزيقية وتتضمن :<blockquote>
- الاضطراب العصبي الوظيفي .
-العيوب البصرية.
-الوراثة الجينات.
-الهيمنة المخية الجانبية
-العيوب السمعية</blockquote>
العوامل البيئية وتشمل:<blockquote>
- التعلم غير الملائم.
- الفروق اللغوية.
-الفروق الثقافية.
-المشكلات الاجتماعية</blockquote>
العوامل النفسية وتشمل:<blockquote>
-الإدراك السمعي
-الاضطرابات اللغوية.
- الذاكرة.
-الإدراك البصري.
-الانتباه الانتقائي
-الذكاء.</blockquote>
العوامل الخاصة بصعوبات التعلم:
ويرى نفس الباحثين أن بعض، وليس كل العوامل السابقة يتم التركيز عليها في مجال صعوبات التعلم وهي:<blockquote>
- الاضطراب العصبي الوظيفي.
- الوراثة والجينات.
-الهيمنة المخية الجانبية.
-التعليم غير الملائم.
-الإدراك السمعي.
-الاضطرابات اللغوية.
-الإدراك البصري.
-الانتباه الانتقائي.</blockquote>
وبالرغم من أن مشكلات القراءة تنشأ عن العديد من العوامل،إلا انه تنتج عنها صعوبات متشابهة.
مؤشرات صعوبات القراءة لدى ذوي صعوبات التعلم:
ومن المؤشرات الخاصة التي تظهر على الأطفال ذوي صعوبات تعلم في مجالا القراءة ما يلي:
- هؤلاء الأطفال تحصيلهم في القراءة اقل بصورة كبيرة عما هو متوقع بالنسبة لعمرهم العقلي ،وسنوات تواجدهم بالمدرسة.
- كما أنهم لا يظهرون أي دليل على وجود أي عجز بالنسبة لحاستي السمع والإبصار, أو تلف في المخ.
- يعاني هؤلاء الأطفال صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة،وهم لا يتعلمون بسهولة عن طريق الطريقة البصرية للقراءة،وهم يميلون لإحداث نوع من الاضطراب بالنسبة للكلمات الصغيرة التي تتشابه في الشكل العام.
- يعتبر هؤلاء الأطفال قرّّاء ضعاف بالنسبة للقراءة الجهرية،وأساسا ضعف من ناحية التهجي،على الرغم من أنهم يستطيعون في بعض الأحيان أن يقوموا بتسميع أو استرجاع قائمة محفوظة من كلمات الهجاء لمدد مختلفة من الوقت.
- في محاولاتهم الأولى للقراءة والكتابة،يظهرون اضطرابات واضحة في تذكر اتجاه الحروف.
- يظهر هؤلاء الأطفال عادة بعض الأدلة على تأخر الأداء الحركي لجانب واحد غير مكتمل(الهيمنة المخية الجانبية)،وهم يميلون لاستخدام اليد اليسرى أو متخلفين في اختباراتهم الحركية( اليد اليمنى – العين اليسرى )
- غالبا ما يظهر هؤلاء الأطفال تأخر أو عيوب في واحدة، أو أكثر من جوانب اللغة،وبالإضافة إلى كونهم قراء ضعاف،لديهم حديث غير تام أو مفردات شفهية ضعيفة.
- غالبا ما ينحدر هؤلاء الأطفال من عائلات يوجد فيها استخدام لليد اليسرى أو اضطراب في اللغة أو كلا الحالتين .
- كثير من هؤلاء الأطفال أذكياء،وطبيعيون من الناحية الجسمية والانفعالية،ويمكن القول بأنهم يرغبون في تعلم القراءة.
- كثير من هؤلاء الأطفال يتكلمون بدون تمييز،في بداية تكلمهم وتمكنهم من الحديث،وبطيئين في تعلم القواعد،سواء في كيفية استخدام حروف الجر أو الأفعال.
- يعاني هؤلاء الأطفال من صعوبة في جعل الآخرين يفهمون ما يريدون،وهم يفهمون ما يقوله الآخرين،إلا أنهم يفشلون في إتباع التوجيهات المقدمة لهم.
- بعض هؤلاء الأطفال يقرؤون الكلمات داخل محتوى أو نص بصورة رديئة، ولكنهم يجيبون إجابات ذكية عندما توجه لهم أسئلة عن هذا المحتوي.ويبدو أن الطفل لا يقرأ الكلمات بصورة خاطئة،ولكنه يقرؤها كما يراها،ويقوم بإجراء تخمينات مبنية على فهمه للمحتوى،أو بعض أجزاء الكلمة التي يشعر بألفة معها.
- هؤلاء الأطفال لديهم صعوبات في قراءة حروف معينة، وخصوصا الحروف المتشابهة.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم صعوبة في تمييز الاتجاه اليمين من الشمال.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم تفضيل لكلا الجانبين العين اليسرى-اليد اليمنى-القدم اليسرى.
- بعض هؤلاء الأطفال غير بارعين في حركاتهم،ولديهم صعوبة في نسخ الأشكال الجغرافية.
ويشير" كالفي" بقوله : صعوبات القراءة بصفة عامة اضطرابات مخزنة لان مظهرها الأساسي هو الفشل،والضحية لا تكون قادرة على أن تقرأ،أو تكتب دون أن تعكس (تبدل ) الحروف،والطفل الذي لديه هذا الاضطراب لا يستطيع أحيانا أن يتبع التعليمات البسيطة، بعض الأطفال ينظرون إلى علامات في أيديهم حتى يتمكنا من معرفة اليمين من اليسار.
أما "مونتر" فيذكر بعض الصفات العمة للطفل ذو صعوبات في القراءة على هذا النحو:<blockquote>
- تكون نسبة ذكاء هذا الطفل عند المتوسط أو أعلى من المتوسط.
- يقوم بعكس (إبدال)الحروف في القراءة أو الهجاء أو الحديث.
- هذا الطفل قارئ ضعيف والدليل على ذاك هو :
- حذف الكلمات الصغيرة أثناء الكتابة
- القراءة الصامتة بطيئة إذا ما قورنت بذكاء القارئ .
- يظهر ترددا في القراءة الجهرية .
- استرجاعه للكلمات ضعيف, وكذلك مهارات فك رموز الكلمة.
- يفقد القدرة على القراءة من اجل الفهم أثناء محاولاته المريرة من اجل التعرف على الكلمات.
- هذا الطفل ضعيف جدا في الهجاء.
- كتابة المفردات، والكتابة بصفة عامة بطيئة ورديئة.
- لا يمكن للطفل استرجاع صورة الحروف المفردة وتنظيمات الحروف بصورة سهلة.
- بعض هؤلاء الأطفال لديهم ضعف في استرجاع الكلمة وصعوبة في استرجاع أسماء الأماكن .
- بعض هؤلاء الأطفال متحدثون مترددون،ولديهم صعوبة في التعبير عن أنفسهم.
- لدى هؤلاء الأطفال ضعف في توجه اليمين- اليسار .
- هذا الاضطراب يمكن أن يظهر في أجيال متعاقبة في بعض العائلات، ولكنه يمكن أن يحدث كذلك في حالات فردية.
- لدى هؤلاء الأطفال صعوبة في مهارات اللغة على الرغم من الفرص التعليمية الملائمة.</blockquote>
يمكن للمعلم من خلال ملاحظة هذه المظاهر التعرف على الأطفال ذوي صعوبات التعلم،ومحاولة فهمهم ومساعدتهم بالمعاملة الطيبة التي تعزز الثقة بالنفس،وتصحيح مسار تعلمهم بما يتناسب مع مستوى قدراتهم وأساليب تعلمهم بالاشتراك مع الأخصائي التربوي أو مستشار التوجيه المدرسي والمهني على مستوى المقاطعة أو المؤسسة.
البرامج العلاجية لصعوبات القراءة:
تختلف البرامج العلاجية من حالة لأخرى، ومن مرحلة لمرحلة، ويجمعها جميعا هدفا أساسيا واحدا هو إحراز التقدم بالنسبة للتلميذ في القراءة منها.
البرامج التحسينية :
وهي برامج التعليم التي تتم في الفصل العادي ويستعملها المعلم حسب احتياجات التلاميذ الذين يتقدمون بمعدل عادي يتفق مع قدراتهم.
البرامج التصحيحية :
وهي برامج لتعليم القراءة عن طريق مدرس الفصل خارج جو الفصل المدرسي، لتصحيح صعوبات القراءة الحادة.
البرامج العلاجية:
وهي برامج لتعليم القراءة،تستخدم خارج الفصل المدرسي لتعليم مهارات القراءة النمائية النوعية (لا ترجع إلى عيوب في المخ) للتلاميذ دون المستوى في القراءة.
وكل هذه البرامج لابد وان تشمل على تطبيق نفس المبادئ الأساسية للتعليم والدافعية،كما أن الفروق الأساسية بين التعليم في الفصل والتدريس العلاجي،هي في الفرصة والكفاءة،فالتدريس العلاجي يسمح بتشخيص الاحتياجات الفردية وتصميم التعليم الذي يلائم هذه الاحتياجات الفردية،وان المدرسين العلاجيين المهرة هم أكثر خبرة من غالبية مدرسي الفصل ،من ناحية التشخيص والتعليم .
ويمكن أن يقدم العلاج في الفصول النظامية،بواسطة مدرس الفصل أو معلم يتلقى الاستشارة والتوجيه من المتخصص،والتلاميذ الذين يوضعون في هذه الفئة غالبا ما يكون لديهم مشكلات قرائية اقل.
والعلاج خارج الفصل النظامي يمكن أن يقدم في:
- حجرة القراءة:
وهي عبارة عن حجرة خاصة يعمل فيها مدرس القراءة مع مجموعة صغيرة من التلاميذ، أو حتى مع تلميذ واحد، وعندما يصبح التلاميذ قادرين على العمل في فصولهم النظامية، يعادون إلى أقسامهم العادية، ويحل محلهم تلاميذ لديهم مشكلات قراءة.
- حجرة المعلومات:
ففي بعض المدارس، يتلقى الأطفال ذوي صعوبات التعلم المساعدة في واحدة أو أكثر من المواد الدراسية، خارج فصولهم النظامية.وتدار حجرة المعلومات بواسطة مدرس مدرب لتقديم التربية المناسبة لهؤلاء الأطفال.
- معاهد وعيادات القراءة:
فالأطفال ذوو صعوبات القراءة الحادة،أو التلاميذ الذين يفشلون في الاستجابة للجهود العلاجية في مدارسهم،ينبغي كلما أمكن ذلك أن يتم تشخيصهم بصورة دقيقة في المعهد أو العيادة القرائية.
- المدارس العلاجية:
بعض المدارس تتفرغ كلية للتكفل بعلاج الأطفال ذوي صعوبات القراءة الحادة،وبعض هذه المدارس تتولى رعايتها الجامعات،والبعض الآخر يخضع للرعاية والجهود الخاصة .
صعوبات الكتابة:
تعددت الدراسات التي بحثت في مجال وصف صعوبات الكتابة فمنها ما تناولها باعتبارها اضطرابات في الضبط الحركي،منها ما تناولها باعتبارها اضطرابات في الإدراك البصري،ومنها ما وصف صعوبات الكتابة باعتبارها اضطراب في الذاكرة البصرية.
خصائص الأطفال ذوي صعوبات الكتابة:
يرى "جراهام" 1990ان الغالبية العظمى من التلاميذ ذوي صعوبات التعليم،لديهم مشكلات ذات درجة كبيرة في الكتابة،ويضيف أن الاختبار الذي تم على الإنتاج الكتابي لهؤلاء التلاميذ يشير إلى:<blockquote>
- أوراقهم غالبا تحتوي على أخطاء في التهجي، واستعمال الفواصل والنقط والأحرف الاستهلالية.
- تميل كتاباتهم إلى أن تكون مكتوبة بطريقة غير عادية، قصيرة وضعيفة التنظيم.
- لديهم صعوبة في تنفيذ العمليات المعرفية اللازمة للكتابة الفعالة.
- مراجعاتهم لكتاباتهم تبدو غير فعالة،وتتميز بالتبسيط في اكتشاف وتصحيح الأخطاء.
- يظهرون انتباها قليلا للعمل وتنفيذ التغييرات البديلة.
كما يرى "هاريس" 1990" أن هناك ثلاثة عوامل على الأقل يمكن أن تكمن خلف صعوبات الكتابة لدى تلاميذ ذوي صعوبات الكتابة هي:
- لن مشكلاتهم في فهم إنتاج النص المكتوب، يمكن أن تتداخل مع عمليات هامة أخرى للكتابة مثل توليد الأفكار.
- نقص المعرفة لديهم عن الكتابة،أو عدم القدرة على إنتاج ما يعرفونه يمكن أن يؤثر على قدرتهم على أداء وتشغيل العملية المعرفية المركزية للكتابة الفعالة.
- التشغيل المعرفي للحركات اللازمة للكتابة، وإستراتيجيتها المستخدمة لدى تلاميذ ذوي صعوبات الكتابة يمكن أن تكون غير فعالة أو غير ناضجة.</blockquote>
كما يشير "ريان هانسون" 1997ان التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة غالبا لديهم صعوبات في نقل وترجمة أفكارهم إلى الورق، وغالبا يجيدون التعبير عن أنفسهم شفهيا، ولكنهم لا يستطيعون تحويل هذه الأفكار إلى النص المكتوب ، وقد وصف احد التلاميذ ذوي العسر الكتابي تجربته بقوله" أنا اعرف ماذا أريد أن أقول، ولكنني فقط لا استطيع أن اكتب "
وتشير "سوزان جونس" 1998 ،أن التلاميذ ذوي صعوبات الكتابة تظهر لديهم الخصائص الآتية:
- الكتابة غير المقروءة بشكل عام،بالرغم من إعطائهم الزمن المناسب لتنفيذ المهمة.
- عدم الاتساق في الكتابة،فهي خليط من الخط ألنسخي والخط الرقع في الكتابة باللغة العربية،أما في اللغة الانجليزية تكون الكتابة خليط من الأحرف المنفصلة والمتصلة.
- تكون الحروف أو الكلمات غير مكتملة أو مهملة.
- تنظيم غير متناسق للورقة من حيث مراعاة الهوامش واستقامة الأسطر.
- المسافات غير مناسبة بين الأحرف والكلمات.
- وضع غير طبيعي لليد أو الجسم أو المعصم أو الورقة أثناء الكتابة .
- القبض على القلم بطريقة غير عادية( إمساك القلم بشكل قريب جدا من الورقة،أو إمساك القلم بإصبعيه فقط.
- التحدث إلى نفسه أثناء الكتابة،أو التركيز على اليد،ومراقبة حركاتها أثناء الكتابة .
ومن جانب آخر تشير" رجينا " (1999)، مظاهر الاضطراب لدى ذوي صعوبات الكتابة على النحو التالي.
- استعمال اليد بشكل غير صحيح أثناء الكتابة.
- نقص في الاستجابات والحركات التلقائية أثناء الكتابة.
- المسافات غير مناسبة بين الكلمات وبعضها.
- عكس ترتيب الأحرف، وإبدالها أو إهمالها.
- وضع رديء للجسم أثناء الكتابة، ووضع غير منا سب للورقة.
- أحجام غير مناسبة للأحرف ( اختلال أو تغير في أطوال الأحرف )
- القبض على القلم بشدة ( بشكل متوتر ) .
- تحريك الورقة أو الجسم بشكل متوتر أثناء الكتابة.
- إغلاق رديء للأحرف.
- مشكلات في الإدراك البصري.
- ترتيب خاطئ لتتابع الأحرف داخل الكلمة.
- انخفاض القدرة على التمييز بين أصوات الأحرف الطويلة،والأحرف القصيرة أثناء الكتابة عن طريق الإملاء.
- تشكيلات غير ثابتة للأحرف.
- انخفاض القدرة على التميز بين أصوات الأحرف المتشابهة.
- سوء استخدام الأسطر والهوامش، وتنظيم رديء للصفحة.
- انخفاض سرعة الكتابة.
- الإفراط في استخدام الممحاة.
برامج تعديل وعلاج صعوبات الكتابة:
تعددت برامج تعديل وعلاج صعوبات الكتابة من حيث وجهة اهتمامها،فمنها ما اهتم بتعديل المهارات الحركية البصرية الفرعية،ومنها ما اهتم بتدريبات النماذج الحركية،في حين اهتمت البرامج الأخرى بتحسين الإدراك البصري المكاني وتحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات،أما البعض الآخر فقد اهتم بعلاج تشكيل الأحرف...
وفيما يلي بعض هذه البرامج الخاصة بتعديل وعلاج صعوبات الكتابة.
علاج المهارات الحركية – البصرية الفرعية:
أشار "فاز" 1980 إلى ست مجموعات من المهارات التي يجب تدريب الأطفال ذوي صعوبات الكتابة عليها وهي:
- مهارات ما قبل الكتابة وتتضمن :
- مسك واستخدام أدوات الكتابة ووضع الورقة.
- إنتاج الخطوط.
- رسم الأشكال.
- رسم الخطوط والأشكال من خلال الإرشادات.
- مهارات كتابة الأعداد والأحرف وتتضمن:
- إنتاج شكل الأحرف الكبيرة.
- إنتاج شكل الأحرف الصغيرة.
- نسخ الأعداد.
- كتابة قائمة من الأعداد يتم إملاؤها للطفل.
- ترك فراغ مناسب بين الأحرف والكلمات والأعداد.
- مهارات تعلم وصل الأحرف ببعضها:
- مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الصغيرة.
- مهارات الكتابة المتصلة بالأحرف الكبيرة .
- استخدام مهارات الكتابة المتصلة وتتضمن:
- كتابة كلمات من خلال نموذج.
- كتابة ما يملي من كلمات وجمل.
تدريب النماذج الحركية:
ويمكن تدريب النماذج الحركية عن طريق:
- توجيه يد الطفل وفقا لشكل الحرف، والتقليل تدريجيا من التوجيه والزيادة من استقلالية الطفل.
- التتبع على لوح زجاجي وضعت تحته نماذج.
- كتابة الأحرف أمام الطفل، بحيث يتمكن من تقليد تسلسل الحركة.
تحسين الذاكرة البصرية للحروف والكلمات
مساعدة الأطفال ذوي صعوبات الذاكرة البصرية لإعادة تخيل الحروف والكلمات، وذلك من خلال:
- أسلوب إعادة الصور، حيث يعرض على الطفل شكلا أو حرفا أو كلمة،ويطلب منه النظر إليها،ثم يغلق عينيه ويحاول إعادة تصور الحرف أو الشكل أو الكلمة،ثم يفتح عينيه لكي يتثبت من التخيل البصري.
- عرض سلسلة من الحروف على بطاقات،ثم يطلب من التلميذ إعادة إنتاجها من الذاكرة.
-جعل الطفل ينظر وينطق اسم الحرف أو الكلمة، حيث يعمل ذلك على تقوية الذاكرة البصرية، وذلك بربط التخيل البصري مع صوت الحرف أو الكلمة.
علاج تشكيل الأحرف:
لتعديل سلوك رسم شكل الأحرف لدى الأطفال ذوي صعوبات الكتابة،يتبع الاسلوب الآتي:
- يكتب المدرس الحرف ورسمه، ويلاحظ الطفل العدد، الترتيب، اتجاه الخطوط.
- ملاحظة العوامل المشتركة الهامة بين الحروف، حيث يقوم المدرس مع الطفل بالمقارنة بين الحرف وغيره من الأحرف، التي يشترك معها بخصائص تشكيلية.
- يقوم المدرس بتوجيه يد الطفل في تشكيل الحرف، بالإضافة إلى توجيه حركة الطفل في تتبع الاتجاهات والترتيب من خلال الأسهم أو نقاط ملونة تحدد شكل الحرف.
- يقوم الطفل عن طريق رسم النماذج المنقطة،بالتوصيل بين نقطة وأخرى.
- ينسخ الطفل الحرف على قطعة من الورق.
- يعبر الطفل لفظيا عن الخطوات التي يقوم بها عند الكتابة ( يستخدم النموذج السمعي ).
- يكتب الطفل الحرف بالاعتماد على ذاكرته، دون الإرشاد أو المساعدة.
- يتدرب الطفل على تشكيل الحرف من خلال التركيز على التدريبات المتعددة للحواس.
- يقوم الطفل بتصحيح الحروف المشكلة بطريقة غير صحيحة، بمساعدة المعينات البصرية ( لوحة الحروف الهجائية الموجودة على الحائط أو المقعد ) أو تحت إشراف وتوجيه المدرس.
وتبرز أهمية تعليم الكتابة لذوي صعوبات التعلم في الأسباب الآتية:
- يمكن أن تكون الكتابة مدخلا علاجيا.
- يمكن أن تساعد على نمو القدرات البصرية الإدراكية أو تحسينها.
- تساعد على تنمية التكامل البصري الحركي.
- تساعد التلميذ على استبصار الكلمات.
- تساعد التلميذ على القراءة والتهجي.
ومن العوامل النفسية التي تستدعي الاهتمام بتعلم الكتابة،والبحث عن طرق بديلة أكثر فاعلية من الطرق التقليدية، هو أن نجاح الطفل أو فشله في تعلم الكتابة يؤثر على مشاعره تجاه التعلم المدرسي.
صعوبات الحساب:
لم تلق مشكلات تعلم الحساب الاهتمام الكافي من البحث والدراسة، بالمقارنة بالمجالات الأكاديمية الأخرى كالقراءة والتهجي. وعلى الرغم من أن صعوبات القراءة تعتبر أكثر انتشارا،إلا انه توجد نسبة كبيرة من الأطفال يظهرون صعوبات في تعلم الحساب.
وتنشأ مشكلات تعلم الرياضيات بصفة عامة عن العديد من العوامل، صنفها " ريثمات و كوفمان" ( 1980 ) في أربع مجالات هي:<blockquote>
- العوامل المعرفية.
- العوامل – النفس حركية.
- العوامل الفيزيقية والحسية.
- العوامل الانفعالية والاجتماعية.</blockquote>
كما أشار الباحثان إلى أن العوامل المعرفية والعوامل النفس – حركية تنطبق على التلاميذ ذوي صعوبات التعلم.
أما " كوسك" kosc" 1974 " فقد صنف سلوكيات الأطفال ذوي صعوبات في الحساب في خمس فئات رئيسية وهي:
صعوبات الحساب اللفظية:
وتعني الصعوبة في تحديد المصطلحات الرياضية لفظيا لو في حالة عرضها شفهيا.
صعوبات الحساب اللغوية:
وتعني الصعوبة في قراءة الرموز الرياضية ( الأرقام، الأعداد الرموز الحسابية، المصطلحات الرياضية)
صعوبات الحساب الكتابية:
وتعني الصعوبة في كتابة الرموز الرياضية.
صعوبات الحساب العيانية:
وتعني الصعوبة في التعامل مع الموضوعات الرياضية الحقيقية أو المصورة.
صعوبات الحساب المجردة:
وتعني الصعوبة في إجراء العمليات الحسابية في تطبيق القوانين والنظريات الرياضية الملائمة.
إن تجاهل هذه المظاهر السلوكية،والاستمرار بعدم تزويد المتعلم ذي صعوبات الحساب بمعلومات جديدة،سيؤدي حتما إلى تراكم الصعوبات إلى درجة تجعل المتعلم لا يهتم بعملية التعلم، وربما يؤدي به غالبا إلى الفشل المتكرر الذي يؤثر بدوره على شخصية المتعلم.
مظاهر صعوبات التعلم حسب المراحل التعليمية:
إن معالجة صعوبات التعلم لا تتم إلا إذا تم الكشف عن ذوي صعوبات التعلم ومعرفتهم،فالكثير من الآباء والمربين ع